بسم الله الرجمن الرحيم.. كنت أكلم شابًا أحسست أنه طيب القلب وطاهر جدا كان يريد مني أن أكون معه وكان يريدني أن أكون له.. أحسست بأنه سيخرجني من حياتي الحزينة إلى عالمه الرقيق..
حاول أن يغير تفكيري لأكون معه.. لكنني كنت أواجهه بالرفض.. وفيما بعد اخترت أن أكون معه.. إنه رائع ويريدني للزواج ليس ليلعب بي.. ومن هذا المنطلق كنت أقوم بكل شيء من أجله.. ضاعت مني حياتي ومستقبلي.. لكنني كنت أواسي نفسي بأنه سيعوضني عن كل شيء فقدته من أجله..
هو يعلم بما حصل معي من أجله.. المشكلة أنه كان يكذب علي بمعلوماتي عنه مثل مذهبه واسمه وصورته وهكذا أشياء.. هذا ما كشفته الآن بعد سنة من علاقتنا..
الشيء الذي فهمته أنه لم يكن يريد أن يخبرني بالحقيقة لأنه يعلم أنني قد أفعل شيئًا بنفسي إن عرفتها.. فهمت أنه كان يحاول أن يجعلني أتركه لكي يتخلص من هذه المشكلة دون أن يؤذيني.. لكنني تعلقت به أكثر.. فهو أملي الوحيد..
أخبرته بأنني سمعت عنه كذا وكذا حينها تفاجأ وقال أن الناس تحاول أن تدمر حياته.. أخبرني إن كان هناك شخص غيره في حياتي لأنه يريد أن يجد طريقة ليصحح خطأه.. ولكنه لم يفلح..
ثم تحدث عن الموت بمعنى أنه ربما يجد بموته بشكل درامي حلًا ليخرج من غلطته فأخبرته بأنني سأقتل نفسي إن حصل له شيء لكي لا يفكر بهذه الفكرة.. أخبرني بأنه سيأتي بعد فترة ليخطبني وأنني يجب أن أتحمل وأن أكون قوية وأن كل ما أسمعه خطأ..
لكنني مع الأسف متأكدة من المعلومات وأصبحت أشعر بخوفٍ شديد منه.. حتى وإن خطبني لا أعلم أي حياة سأعيشها معه.. لذلك شربت حبوب الانتحار.. والنتيجة بدأت تظهر.. قد أعيش أو ربما أموت.. إن عشت فأنا سأعيش لأجله.. وإن مت فهذا بسببه..
كان يسألني إن آذاني بشيء أو جرحني وهو يعرف الحقيقة ولكنه لا يريد أن يشعر بالذنب تجاهي البتة..ما رأيكم بكل ذلك؟ هل يمكن أن أعيش معه إذا تقدم لي كزوج هذا إن عشت؟ وكيف أساعده أو أجعله يفكر في تصحيح أخطائه؟ وجزاكم الله خيرًا
بسم الله الرحمن الرحيم.
تعانين من التشتت، وتجدين نفسك وكأنك في طرق مسدود لاتعرفين كيف تتوجهي، وما القرار السليم بالنسبة لك.
فأنت قد دخلت في علاقة مع شاب وكنت تأملين الزواج منه، ولا تعرفين عنه الكثير، وما تعرفينه فيه بعض التناقضات التي تسبب لك المزيد من الحيرة والقلق. ويبدو أن كلاكما واقع في متاهة مؤذية وتسببان المزيد من الاكتئاب بتصرفاتكما وأفكاركما وعلاقتكما.
ونتيجة لذلك فإن تفكيرك ينصب على فكرة أن الحياة بدونه ليست جميلة وفي الوقت نفسه تشعرين بالخوف منه لما قد تكون حياتك عليه معه.
والسؤال الذي تطرحينه هل يمكن العيش معه؟
من يعرف الجواب أكثر منك؟ الزواج بحد ذاته يحتاج لمجموعة من الظروف والعوامل التي ينبغي أن تكون متوفرة منها الرغبة والنية بالفعل وبناء الثقة بين الطرفين ويضاف إلى ذلك القدرة على تحمل المسؤولية، أي وجود عمل يستطيع من خلاله الإنسان إدارة البيت وتحمل المصاريف وغيرها.
فإن شعرت بالثقة أ بإمكانية عودة الثقة وكان لديكما معًا الرغبة في العيش المشترك وتوفرت العوامل الأخرى تكون الشروط اللازمة للنجاح قد توفرت –لكنها بالطبع ليست ضمانة لنجاح الزواج، أي أنها ليست شهادة كفالة هنا، بل هي شروط أولية. فإن كانت متوفرة فإن احتمالات النجاح كبيرة. وعليك التفكير بالأمر من هذه الناحية. أما إذا وجدت أن الشروط غير متوفرة فاحتمالات نجاح الزواج قليلة.
ومع الإحساس بصعوبة الوضع الذي أنت فيه وتقديري للألم الذي يعتصر قلبك ولمشاعر الخيبة من التناقضات التي تعذبك وغيرها إلا أني أسأل هل الحل الذي تفكرين به ه الحل الأمثل؟ هل كل الطرق مسدودة بالفعل أمامك لتدفعك للتفكير بالانتحار؟
ربما الأمر صعب وأنت في أزمة حقيقية ومؤلمة، لكن هل فكرت قليلًا بتأجيل الأمر لفترة لتري كيف ستتطور الأمور وكيف ستجدي الحلول لها. الموت بحد ذاته لا يمحو الأخطاء وقد يزيدها، وهو هروب من المواجهة.
لكن من رسالتك يبدو أن لديك جوانب قوية تدفعك للبحث عن الحلول ومحاولة إيجاد مخرج من الأزمة التي أنت بها. تبدين وكأن غمامة سوداء أمام عينيك تعيقك عن التفكير بشكل منطقي وسليم، وتفقدك القدرة على تلمس الطريق الصحيح.
أرجو منك مراجعة طبيب نفسي في أسرع وقت وشرح حالتك النفسية له وسوف يساعدك في إزالة هذه الغمامة السوداء ليصبح تفكيرك أكثر صفاء ومن ثم تستطيعين اتخاذ القرار المناسب.
مع تمنياتي بالتوفيق.
الكاتب: أ.د. سامر جميل رضوان
المصدر: موقع المستشار